عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
37565 مشاهدة
مقدمة فضيلة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، وختم به الأديان، وأرسل به محمدا -صلى الله عليه وسلم- إلى جميع نوع الإنسان، أحمده وأشكره أن هدانا للإسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، فصلى الله وملائكته وجميع خلقه عليه كما دعا إلى الإسلام وعرف به وسلم تسليما كثيرا. أما بعد:
فقد رفع إلينا الأخ في الله الشيخ علي بن عبد الله العماري أسئلة تتعلق بالمسيح عيسى ابن مريم فيما نعتقده فيه، وما ورد في خروجه آخر الزمان، وما أثير حول نزوله، وما قال فيه أهل الكتابين، والجواب عن شبهاتهم، وقد كتبت عنها ما تيسر من الأجوبة حسب ما ظهر لي، ومن غير بحث في الكتب القديمة والحديثة ولا قراءة في كتب القوم، وإنما اعتمدت على ما أحفظه ويكون هو الظاهر المتبادر إلى الفهم، والذي يفهم من الكتاب العزيز ومن السنة الصحيحة، وقد يسر الله إتمامها حسب الجهد الذي هو جهد المقل وقدرة المفلس، ولكن لم يكن بد من الجواب؛ للحاجة الماسة ولكثرة الشبهات التي قد تروج على الجهلة والأغبياء؛ ليكون المسلم على بصيرة من دينه، وليعرف المنصفون من أهل الكتاب بطلان ما هم عليه وضياعهم في عقائدهم، وأعمالهم ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة. والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
4 \ 2 \ 1418 هـ